بعد عقود من العزلة والمعاناة.. مبادرة مجتمعية توصل القرن الـ21 إلى جبل”بني زياد” في ريمة

حاشد الشبلي-“بناء”:

“نحن في القرن ال 21 وما زلنا ننقل أمتعتنا على الحمير أو على أكتاف الرجال، والكثير من أبناءنا يفقدون أرواحهم في المنازل، أو على اكتاف الرجال بين الشعاب قبل الوصول إلى الطرق الرئيسية أو المشافي”، يوضح لـ”بناء”، الشيخ رضوان النظاري، رئيس مشروع مبادرة شق طريق “الجرير-بني زياد-ظلملم”، عن الدافع لإطلاقهم المشروع.

ويشر إلى أن هذه المعاناة، دافع أهالي “بني زياد”، لإطلاق مبادرتهم المجتمعية لمشروع شق طريق “الجرير – بني زياد – ظلملم”، بعد أن يأسوا من استجابة الحكومات المتعاقبة لمناشداتهم والقيام بدورها تجاه المنطقة، ورأوا ما صنعته المبادرات المجتمعية من إنجازات في مناطق كثيرة من المحافظة.

مشروع شق طريق “الجرير – بني زياد – ظلملم”، الذي تحمل تكاليفه المجتمع، بقيادة الشيخ عبدالسلام الجعفري والشيخ رضوان النظاري، وساهم فيه المغتربين ورجال المال والاعمال من أهالي المنطقة المتواجدين في الداخل والخارج وكذلك من أهالي العزل المجاورة، يزيد طوله عن “7” كيلو متر، وتقدر تكلفته بـ”150″ مليون ريالاً.

الموت في الشعاب

ويقول النظاري : تموت أكثر الحالات في وسط الشعاب قبل وصولها الى وسيلة الإسعاف المنتظرة على الخط الرئيسي الذي يبعد عن القرية قرابة “10”كليو متر، والكثير من الأمهات اللواتي تموت بسبب تعسر الولادة قبل وصلها إلى المشافي، أو فقدَّنْ أطفالهن بين الشعاب وعلى اكتاف الحاملين لهن قبل اللقاء بوسيلة النقل .

وسائل الحد من المعانة بجهود الأهالي .

وفي ذات السياق يلفت المسؤول الإعلامي للمشروع، سامي عبدالله، في حديثه  لـ”بناء” : أن مشروع عزلة  أبناء بني زياد ـ وظلملم يستهدف خدمة أكثر من “20” الف نسمة داخل المديرية.

ويضيف:” العمل في المشروع بجهود ذاتية، حيث قام أفراد العزلة باستئجار المعدات اللازمة لشق الطريق؛ بمافي ذلك آلة الشق “الدركتل” وسيارت نقل مخلفات العمل، والأيادي العاملة في المشروع، والأدوات الأخرى.

معاناة الأهالي جراء غياب الطرقات..

مشاريع متعثرة

وبحسب المهندس المشرف على المشروع، محمد غالب السعيد، في حديثه لـ”بناء”، إلى أنه يجري العمل الآن على شق وإصلاح “7” كيلو متر وبعرض “5” أمتار وتتضاعف مساحة العرض في المنحنيات إلى “10” أمتار .

ويتابع السعيدي : سيربط المشروع بين الخط الإسفلتي من منطقة الجرير، وصولاً إلى جبل ظلملم وبالتالي سيكون بالإمكان شق طريق إلى بني مختار في مديرية الجعفرية و بني مصعب في مديرية كسمة وهاتان المنطقتان من اشد المناطق صعوبة ووعورة وبعدا  .

الحصول على الخدمات

وعن المعاناة التي سيخففها المشروع في حال تم إنجازه، يؤكد المسؤول الإعلامي للمبادرة : أن الطريق ستخفف تكاليف نقل المواد الغذائية و نقل منتجات الأهالي من البن والذرة، وغيرها من المحاصيل إلى الأسواق المحلية؛ بأقل كلفة و حصولهم على عائدات افضل، بالإضافة إلى تحسين الخدمات الصحية في العزلة، ووصول الأدوية و التغذية لحالات سوء التغذية الوخيم التي يعاني منها الأطفال، ووصول عاملين صحيين من خارج المنطقة .

ويوضح : انه سيصبح من السهل الحصول على دعم الجهات المختصة في الثقيف الزراعي التي ستعمل على تحسين المنتجات الزراعية وتنويعها ،ووصول فرق الرقابة المركزية بسهولة ويسر  في  الحملات الصحية المخصصة للتلقيح ضد الأوبئة، أو التطعيم الروتيني للأطفال من الأمراض القاتلة .

حراك تعاوني

مكتب الاشغال العامة والطرق في محافظة ريمة، كان قد أعلن عن وصول  عدد المبادرات المجتمعية في محافظة ريمة  نهاية العام 2022، إلى ما يقارب “261” مبادرة مجتمعية في “6” مديريات، وبتكلفة ” تزيد عن “20” مليار وثلاثمئة وسبعة وخمسون مليون ريال يمني .

ويناشد الشيخ النظاري عبر منصة” بناء” : كافة الجهات المعنية ورجال الخير النظر الى المعاناة التي يعانيها أبناء هذه المنطقة المحرومين من شريان الحياة، ودعهم لاستكمال مشروعهم الحيوي والمهم والذي طال انتظاره.

وعلى الرغم مما تتميز به مديرية كسمة”، من طبيعة جميلة وخلابة ومناخ معتدل صيفًا خفيف البرودة شتاءً، إلا أن عدم وجود شبكة طرقات إليها وتربط مناطقها مع بعض، فرض عليها شبه عزلة طيلة العقود الماضية، وحرم الكثير من اليمنيين زيارتها والتعرف عليها عن قرب.

المقالة التالية
لم تثنِ الحرب اليمنيين عن التمسك بخيار الحياة..
المقالة السابقة
في أعالي قمم جبل صبر| ملحمة تنموية لأهالي قرية المرزوح

كتابات

حالة الطقس

+20
°
C
H: +22°
L: +14°
صنعاء‎
السبت, 27 كانون الثاني
أنظر إلى التنبؤ لسبعة أيام
الأحد الاثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة
+23° +23° +23° +22° +23° +22°
+14° +14° +14° +14° +14° +14°
شاهد أيضا