حشاد الشبلي-“بناء”:
تشهد محافظة ريمة ازدهارا تنمويا ذو طابع تعاوني، حيث انجز الأهالي بجهودهم الذاتية المتواضعة العشرات من المشاريع التي تمحور معظمها حول شق الطرقات الوعرة وأصبحت رمزا لقدرة أهالي المحافظة على تسهيل العقبات وقهر الصعاب وتذليل الصخور، وتجربة ألهمت الكثير من المناطق في اليمن إلى التوجه نحو العمل التعاوني لحل مشكلاتهم التنموية..
تعد طريق (مضناي الحيم) في “قرية حقيبة” بعزلة بني سعيد في الجعفرية بمحافظة ريمة واحدة من سلسلة مشاريع تعاونية قام بها المديرية، تمحورت معظمها حول شق الطرقات وإيجاد منافذ تربط القرى المتناثرة في قمم الجبال بالخطوط الرئيسية، بإمكانيات متواضعة، وأدوات بدائية، وبسواعد رجال المنطقة.
ووصل عدد المبادرات المجتمعية في مديرية الجعفرية في نهاية العالم الجاري 2022م إلى ما يقارب “64” مبادرة مجتمعية بتكلفة “4” مليار وثلاثمائة وسبعة وخمسون مليون ريال بحسب مدير مكتب الاشغال العامة والطرق بالمجلس المحلي بمديرية الجعفرية فهد مصلح الحصامي.
عن المشروع
ويوضح المهندس محمد غالب السعيد المدير التنفيذي لمشروع مضناي الحيم، في حديثه لـ ” بناء”، أن المشروع سيربط عزلة بني سعد وقرية المرصوفة ويمتد إلى قرية الشرفة في منطقة حقبة وينتهي بالوصول إلى الوحدة الصحية في قلب العزلة .
ويذكر السعيدي أن “مسافة المشروع تقدر بطول “1” كيلو متر وبعرض “5” أمتار، فيما تتضاعف مساحة العرض في المنحنيات إلى “10” أمتار، وبلغت التكلفة الفعلية للمشروع “28” مليون ريال يمني، بالإضافة إلى المبالغ ألتي صرفت كتعويضات لأصحاب الأرض غير المستفيدين من الطريق من أبناء القرى المجاورة لقرية مضنام مثل قرية “الشرفة نقطة البداية للمشروع وكذلك قرية الحيم ” .
ويضيف : أن المشروع حصل على دعم “10 ملايين” ريال يمني من المؤسسة الخيرية “لمجموعة الحاج هائل سعيد أنعم وشركاه” بعد أن تم عمل مناقصات محدوده في مقاولة المشروع بين 5 مقاولين من أبناء المديرية على شق “540” مترًا تحت إشراف اللجنه المجتمعية .
ويستطرد : لقد عمل أهالي المنطقة عقود أعمال إضافية على حساب المجتمع بقيمة ” 5 “ملايين ريال يمني ، وذلك لان تمويل المؤسسة محصور على “10 ملايين” فقط وتفكل فاعلين الخير من أبناء المجتمع ببقية المبلغ المطلوب لإستكمال المشروع .
ووصل عدد المبادرات المجتمعية في مديرية الجعفرية في نهاية العالم الجاري 2022م إلى ما يقارب “64” مبادرة مجتمعية بتكلفة “4” مليار وثلاثمائة وسبعة وخمسون مليون ريال
ويرجع الناشط الاجتماعي علي قائد الجبل، في حديثه لـ”بناء”، عوامل تصاعد المبادرات المجتمعية والزخم الكبير الذي حظيت به من قبل، بكون “محافظة ريمة تعرضت للتهميش في المشاريع الخدمية طيلة الفترات الماضية، الأمر الذي دفع أهلها وشبابها في المقدمة إلى تحمل مسؤوليتهم والتوجه لحلول مشاكلهم التنموية من أنفسهم، والمساهمة بالمال وبالجهود الذاتية” .
ويخدم مشروع مضناي الحيم ما يقدر بثلاثة الالاف نسمة من أهالي القرية والقرى المجاورة الذين سيستفيدون بشكل مباشر وغير مباشر من الطريق.
وحول الصعوبات التي واجهت المبادرة، يذكر المهندس السعيدي أن ” المشروع واجه العديد من الصعوبات اثناء فترة العمل منها اعتراض بعض ملاك الأراضي غير المستفيدين من الطريق على شقها ومرورها من املاكهم، وكذلك عدم القدرة على رصف ماتم شقه مباشرة نتيجة لعدم توفر الإمكانيات، يجعل من السهل أن تنجرف الردميات من جسم الطريق خلال موسم الامطار، إضافة إلى ظهور مشاكل غير متوقعه نتيجة طبوغرافية الأرض وتركيبها الجيولوجي .
استبشار
ويلفت السعيدي إلى أن العمل في مشروع شق ورصف الطريق أفاد العديد من الأسر التي فقدت مصادر الدخل نتيجة انقطاع الرواتب أو النزوح من المدن إلى القرى نتيجة الحرب والحصار، حيث وجدت فرصة للعمل وتوفير مصدر دخل وإن كان بشكل متواضع.
وتعد هذه المرحلة الأولى من المشروع، وهناك مراحل أخرى للشق، حيث “ستكون المرحلة الثانية من الشق بطول 600 م من جوار الوحدة الصحية إلى منطقة دعيدان ، تليها المرحلة الثالثة بطول 1.5 من دعيدان إلى الذراع بقرية مكيم” .
واستبشر أهالي المنطقة، في حديثهم لبناء، بالخدمات التي ستعود عليهم من الطريق التي حرموا منها لعقود، سواء من حيث تسهيل عملية نقل المنتجات الزراعية مثل البن والذرة وغيرها من المحاصيل التي تزرع في المنطقة إلى الأسواق المحلية بأقل كلفة وبأسعار منافسة لأسعار السلع المشابهة لها في الأسواق، وكذلك سهولة الحصول على دعم الجهات المختصة في الثقيف الزراعي والقضاء على الحشرات الضارة بالبيئة، ووصول الحملات الصحية المتخصصة في تلقيح وتطعيم الأطفال، أو حتى فتح المجال للترويج السياحي في منطقتهم الجبيلة ذات الطبيعية الخلابة والمناخ المعتدل صيفًا وشتاءًا .
