رشيد الحداد-“كتابات”:
مشروع رصف نقيل مسجدين الرابط بين مديرية العدين وعزله السارة الكثيفة السكان ، ليس مشروع عابر بل حلم فشلت العديد من الحكومات عن تحقيقة ولم يكتب لكل الحكومات الشرف في وضع بصمة في جدار التاريخ في هذه المنطقة التي حرمت من أبسط الخدمات الأساسية .
في العام ٢٠١٠ ، شاركت في ندوة نظمتها الأمم المتحدة في صنعاء وعلى مدى أسبوع رافقت أحد المهندسين الذين كلفوا بإعداد دراسة لطريق السارة شلف ،امضيت معه عدة أيام في الدورة وانا احدثة عن معاناة اهلنا نتيجة خطورة ووعورة الطريق التي يعود تاريخ شقها إلى زمن الرئيس الراحل ، إبراهيم الحمدي ، قال لي في اليوم الأخير من الدورة للأسف المشروع نزلت موازنته عدة مرات على نفقة الدولة آخرها العام الماضي وتم التصرف بها من قبل فاسدين ، والآن تم ادراج المشروع من ضمن المشاريع الممولة من المانحين وهذا النوع من المشاريع يعتمد على عدد السكان ، قلت له عدد سكان السارة أكثر من ٣٠ الف والطريق يخدم عزل وقرى عدة ويربط محافظتي إب بتعز ، رد بالقول نحن توقفنا لأن المشروع تم تأجيلة لسبب غير مبرر فانصرف .
تذكرت الرجل قبل سنوات وعبرت عن جام غضبي على الدولة التي حضرت باسوأ صورها في السارة وعزلها وقراها، عندما تلقيت اتصالاً هاتفياً مرعباً أبلغت فيه بأن عمي شقيق والدي سقط بسيارته من أعلى نقيل مسجدين ، كانت بالنسبة لي فاجعة كبيرة ، فالمشاهد الأولية للسيارة كان مهول والسيارة كانت شبة معدومة .
عندما تلقيت اتصالاً هاتفياً مرعباً أبلغت فيه بأن عمي شقيق والدي سقط بسيارته من أعلى نقيل مسجدين ، كانت بالنسبة لي فاجعة كبيرة
اليوم تغير حال نقيل مسجدين بعد أن تبنى ابناء السارة والعمارنة وشلف وكل الخيرين رصف ٢٦٠٠ متر من النقيل بعرض ٦ متر ، وبأسلوب هندسي فريد ، مايصلني من صور عن مستوى الانجاز في النقيل يزيدنا فخراً واعتزازاً بكافة المشاركين في هذا الانجاز الوطني الكبيى الذي يعكس صورة من صور حب الوطن ويمثل أعلى مستويات التضامن الشعبي مع وطن جريح وسينعكس بشكل إيجابي على السارة برمتها والعزل الأخرى المجاورة .
لا يكفي الشكر والتقدير لكل من ساهم في انجاز هذا المشروع الذي سيخلد في ذاكرة العمل التعاوني الوطني وفي ذاكرة السارة وأبنائها جيلاً بعد جيل ، بل لابد على ابناء السارة أن يكرموا إخوانهم المغتربين والقائمين على تنفيذ المشروع تكريم رواد التنمية ..
خالص اعتزازي لكل من شارك في تمويل هذا المشروع.. سلمت اياديكم.
من صفحة الكاتب على “فيسوك”.