خاص-“بناء”:

تميزت مناطق وصاب بمحافظة ذمار بكونها كانت سباقة للعمل التعاوني، نستعرض في هذا التقرير جانب من النشاط التعاوني في عزلة بني حطام بمديرية وصاب السافل خلال السنوات الماضية، والتي يبلغ عدد سكانها بمايقارب الـتسعة آلاف نسمة بحسب اخر إحصاء للسكان، عام 2004.

كان لأهالي بني حطام تجربة فريدة بالعمل التعاوني، فخلال العشرين العام الماضية، شيد الأهالي عشرة خزانات مائية في قرى مختلفة بالعزلة كخزان الإحسان في قرية دندوان، وخزانا قرى الجبل، الرونة، المحاجر، الحجرة، الحضن، مغربة خيش، الموسطة وقرية المثابة وغيرها.

كلفت تلك الخزانات مئات الملاين من الريالات، فيما يعملون حاليا على إنشاء خزان المعين في قرية دندوان وتقدر سعته الإجمالية 12 ألف لتر مكعب، سيغطي احتياجات القرية وقرى مجاورة، بدأ العمل فيه منذ أربع سنوات لكنه تعثر بسبب نقص الإمكانيات بحسب الشيخ الشيخ عبد القادر الحطامي، في تصريح خاص لمنصة “بناء”.

ويشير الحطامي إلى أنه على الرغم مما قدمته تلك الخزانات للأهالي لمواجهة شحة المياه، إلا أنها لا تغطي حاجة المجتمع ويلزم بناء العديد من الخزانات الإضافية في العزلة مستقبلا.

شحة المياه كان دافعا لاتجاه أهالي عزلة بني حطام لإنشاء خزانات للاستفادة من الأمطار

كانت بني حطام المنطقة ذات التضاريس الجبلية في طلائع عزل وصاب التي نشط فيها العمل التعاوني التنموي في سنوات ما بعد الحرب، حيث شارك الأهالي في العديد من المبادرات التي تمحورت حول شق الطرق، ومن أبرزها:

طريق بيت البعداني- الدعيمة، والذي يبلغ طوله الإجمالي 5 كليو ونصف، وصلت تكلفتها إلى 210 مليون ريال تقريبا، تكفل الصندوق الاجتماعي للتنمية بتمويل 150 مليون، فيما ساهم الأهالي ب60 مليون ريال.

وكذلك طريق كرعز-الدعيمة التي كلفت 120 مليون ريال تقريبا بطول يزيد عن 5 كيلو، تكفلت منظمة تنموية ب20 مليون ريال منها، فيما ساهم الأهالي بالنصيب الأكبر من المشروع بتكلفة 100 مليون ريال، وما زال العمل فيه مستمرا حتى اللحظة.

ويلفت إلى أن مشاريع الطرق لا تعد مكتملة نهائيا، حيث ” تم التركيز على الأماكن الأكثر صعوبة في الطرق من مقاطع أنجزت، لكن الطرق تحتاج إلى اكمال بشكل نهائي.

ويوضح الشيخ الحطامي أن أبرز الصعوبات التي واجهتهم خلال فترة عملهم بالمبادرات التنموية السابقة، تمثلت في “وعورة الطرق وصعوبة النقل بسبب المسافة البعيدة بين كل مقطع عمل ومقطع أخر في نفس المشروع وغلاء المحروقات وازمات الوقود الذي ينعكس سلبا على العمل، فيما الأهم شحة الإمكانيات لإكمال المشاريع المتعثرة حاليا أو التي لم يبدأ فيها العمل.

الشيخ الحطامي الذي يشيد بدور المجلس المحلي في المديرية “بتذليل الصعوبات والمتابعة والزيارات والتنسيق”، وكذلك دور الصندوق الاجتماعي للتنمية في دعم المبادرات، يطالبهم بمواصلة تلك الجهود والوقوف مع أهالي العزلة الذين ينفقون بكل سخاء لتنمية منطقتهم على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الكثير نتيجة لظروف التي تمر بها البلد، لتكملة المشاريع المتعثرة، وتبني مشروع صرف صحي تحتاج له المنطقة.

الجدير بالذكر أنه خلال عامي 2018-2019، انجز في مديرية وصاب السفلى 540 مبادرة اجتماعية بتكلفة مليار و230 مليون ريال بتمويل من المجتمع المحلي بحسب السلطة المحلية، فيما شارك الصندوق الاجتماعي للتنمية عنها بنسبة 35% من تمويل 260 مبادرة أخرى في نفس الفترة بحسب إحصائية أعلن عنها، الأمر الذي حول تكاتف أبنائها إلى قدوة يحتذى بها في مناطق مختلفة من البلد.