أحمد الكمالي-“بناء”:
“لأكثر من ساعتين، استمرينا بحمل الجثة حتى الوصول إلى قريتنا”، بهذه الكلمات يصف المواطن محسن الشامري من أهالي قرية شامر بعزلة بني الثميلي مديرية السلفية-ريمة، اللحظة التي وضعت حد لمسيرة طويلة من المعاناة نتيجة لعدم وصول الطريق إلى مناطقهم، مما اضطرهم مؤخرا وبجهود ذاتية إلى تدشين مشروعهم التعاوني الذي نجح في مرحلته الأولى والمتمثلة في شق الطريق، لكنه يواجه اليوم، تحديات مادية صعبة وتراكمات من خذلان الظروف والسلطات والجهات الداعمة، والديون المستحقة تسديدها لمواصلته.
ويؤكد الشامري لمنصة “بناء”، أن ” المبادرة جاءت بعد معاناة سنوات طويلة، ونحن نحمل امواتنا وأمراضنا وأطفالنا وحاجاتنا على الأكتاف ونقطع مسافة من ساعة إلى ساعتين بمنطقة جبلية إلى أقرب طريق في المناطق المجاورة، لكن مؤخرا كان لدينا دفن جثمان وواجهتنا متاعب في إيصال رفاته إلى القرية، عندها طفح الكيل وقررنا ان نحذو حذوا المبادرات التعاونية الموجودة في مناطق مختلفة من المحافظة.

انجاز وتحديات
لم تكن صعوبة التضاريس هي العائق الوحيد أمام وصول الطريق إلى قرية “بني الثميلي”التي يسكن فيها العشرات من المواطنين اليمنيين فقط، إنما كان هنالك أيضا عوامل سياسية واجتماعية حالت دون ذلك، ليدفع أهالي تلك القرية الصغيرة ثمن ذلك التعنت طوال العقود الماضية.
ويشير الشامري، وهو أحد المبادرين والشخصيات الاجتماعية في القرية، إلى كونهم” انجزوا حاليا المرحلة الأولى من المشروع والمتمثلة في شق الطريق إلى القرية، من نقطة “المخنقة-شامر العلياء- شامر السفلى إلى بني الجابري”، وبتكلفة وصلت إلى 30 مليون، نصفها ما يزال ديونا مرصودة علينا وباسم المتنبي الأول للمبادرة والداعم الرئيسي الأخ عبد الله مهدي الحسني، والذي سحبت كل الديون على باسمه”.
وبحسب الشامري، فإن المشروع يحتاج إلى مرحلة ثانية متمثلة في رص الطريق ويمكن تفوق تكلفتها 50 مليون ريال، وإذا لم يتم استكمالها فإن مجرد نزول مطرة واحدة ربما يهدد العمل بأكمله ويضيع كل الجهود المبذولة لكون الطريق نقيل يمر به الماء من أول نقطة فيه إلى نهايته”.
لم تكن صعوبة التضاريس هي العائق الوحيد أمام وصول الطريق إلى قرية “بني الثميلي”التي يسكن فيها العشرات من المواطنين اليمنيين فقط، إنما كان هنالك أيضا عوامل سياسية واجتماعية حالت دون ذلك
واقع ودعوة
وينوه إلى أن” إمكانيات أهالي القرية محدودة جدا، جمعنا 5 مليون ريال، سحبنا ديون من تاجرين “بقالات” في صنعاء طوال فترة المشروع الماضية، وحاليا ينتظروا ان نسددها لهم لكي يتمكنوا من استمرار تجارتهم، الوضع صعب لكننا نأمل تعاون السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة وجميع الجهات الداعمة والتجار وفاعلين الخير الذين سيصلهم رسالتنا عبركم”.
يستحق أهالي قرية شامر الطيبون والمكافحون إلى تعاون فاعلي الخير من كافة أهالي العزلة والمنطقة واليمن، حتى يتمكنوا من استكمال واستدامة إيصال الطريق إلى قريتهم التي عانت طويلا لأسباب مفهومة وغير مفهومة، ويمثل لها نجاح هذه المبادرة إعادة اعتبار طال انتظاره.
